الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بعد اتهامها بالتطبيع: الناشطة في مجال السينما سامية العبيدي ترد على منال عبد القوي وتصدر التوضيح التالي

نشر في  19 فيفري 2020  (10:03)

أصدرت الناشطة في مجال السينما سامية العبيدي توضيحا ردت فيه على مزاعم التطبيع التي أوردتها لموظفة لدى وزارة الشؤون الثقافية منال عبد القوي ورد فيه ما يلي:
"توضيح حول اتهامات التطبيع الملقاة ضدّي من طرف المدعاة منال عبد القوي، الموظفة لدى وزارة الشؤون الثقافية، و حول الاعتداء الذي طال عبر شخصي مهرجان حيفا المستقل للأفلام و كذلك السيدة شيراز العتيري.

في مساء يوم السبت، عبر منشور مصحوب بصورتي، ثم مجددا صباح الأحد من خلال تسجيل فيديو، كلاهما منشوران على صفحتها الخاصة على الفايسبوك، تم اتّهامي بالتطبيع من طرف موظفة لدى الدولة التونسية، المدعات منال عبد القوي، عاملة لدى Ministère des affaires culturelles -Tunisie وزارة الشؤون الثقافية - تونس وزارة الشؤون الثقافية - تونس وذلك بتعلّة أنّني سبق أن عملت لصالح مهرجان حيفا المستقل للأفلام Haifa Independent Film Festival

لو اقتصر الأمر على شخصي لما كلّفت نفسي عناء الإجابة على هكذا افتراءات كي لا أعطي للبذاءة أكثر من حجمها، ولأنّ الّذين يعرفونني واسعفني الحظّ أن اشتغل معهم لا يحتاجون لأيّ توضيح حول التزامي نحو فلسطين و الفلسطينيين وحول القيم و المبادئ الّتي تسكنني.

ومن سخرية القدر أن تكون الصورة المصاحبة لمنشور اتّهامي بالتطبيع قد التقطت يوم 4 جوان 2018 في بركسل، في إطار مهرجان Palestine with Love مباشرة بعد طاولة مستديرة حصل لي شرف إدارتها حول السينما الفلسطينية و عنوانها «أن تبدع هو أن تكون»، « To Create is to Exist ».

و كان حولي آنذاك المقاومون و المقاومات عًلا طبري و صالح البكري وعنبر فارس و قيس الزُّبَيدي. و للتذكير فإنّ هذا الأخير قد انخرط في الكفاح من أجل تحرير فلسطين مستعينا بكاميرا وذلك لدى وحدة السينما لمنظمة التحرير الفلسطينية، كان ذلك قبل ولادتي و بالتأكيد قبل ولادة من يعبثون بتوظيف هذا النّضال دون حدّ أدنى من الحياء.

لم يتم تلويث اسمي فحسب، بل كذلك تم التشكيك في نزاهتي المعنوية و المهنية. عبر الاعتداء على شخصي بهذا الشكل يطال الاعتداء مهرجان حيفا المستقل للأفلام والعمل المقاوم الّذي يقوم به هذا المهرجان السنة تلو الأخرى.

أذكّر أنّه رغم التوضيحات المقدمة من عديد الأشخاص تعليقا على المنشور بخصوص ماهية المهرجان، خصوصيّته و أهدافه، مصحوبة بروابط كبراهين، فإنّ الموظفة المعنية قامت بفسخ جميع هاته التعاليق تاركة فقط منشورها الأصلي وهو دليل صارخ على سوء نيّتها.

أؤكّد هنا على مساندتي و تقديري التّامين لأصدقائي وزملائي الفلسطينيين من مهرجان حيفا المستقل للأفلام الّذين يناضلون للدّفاع عن فضاء التعبير الحر هذا والذي يسمح في الوقت ذاته ببناء متجدّد وصيانة لروابط بين فلسطين و بقية البلدان العربية رغما عن الحواجز العبثية و الظالمة التي تمّ تسليطها عبر التاريخ. وأنا كثيرة الافتخار بكوني اشتغلت إلى جانبهم كمبرمجة أفلام في الدورة الرّابعة للمهرجان سنة 2019.

لا يخفاني أنّ المقصودة عبر التهكم على شخصي هي السيدة شيراز العتيري وأجدّد هنا تضامني التام معها. وأنا أفخر كذلك بشغلي تحت إدارتها و إلى جانبها. و بصفتي مواطنة تونسية و مهنية منخرطة في مجال الثقافة و السينما، فإنّي أشكر لها التزامها الدائم في مجالي التعليم العالي و الثقافة. وإنّي قد صدمت كثيرا من درجة العنف والخبث الّتي تتضمّنها حملة التشويه ومحاولات الزعزعة التي تستهدفها. تستحق شيراز أفضل من ذلك، نستحق أفضل من ذلك، تستحق تونس أفضل من ذلك.

لو كان الظرف عاديا لما حمّلت نفسي عناء الإجابة على افتراءات لا أساس لها تتميز خصوصا برداءتها و بعدم نزاهتها و بكمية لا بأس بها من الجهل. لكننا نعيش ظرفا خاصا، في تونس ما بعد الثورة، نريدها حرّة و ديمقراطية و مستقلّة. هذه تونس الّتي نناضل من أجلها و لا مجال فيها للقبول بأن يقوم من يفرّقون و يخرّبون بحملات تشويه سافلة ضدّ من يبنون و يجمعون و من يعطون دون حساب لهذا البلد الحبيب و لشبابه المليء وعودا.
في تونس كهذه الّتي نبنيها معا، ليس بوسعنا أن نسمح بأن يتمّ توظيف النضال الفلسطيني العادل و المشروع ضدّ الصهيونية و من أجل التّحرير، أن يتمّ استغلاله في صراعات سياسويّة داخليّة من دون مؤاخذة.

وإنّي اغتنم الفرصة هنا للإعلان عن أنّني بصدد الالتجاء صحبة محامي إلى جميع الإجراءات القانونيّة، بما فيها المتعلّقة بالقانون الجنائي، ضدّ هاته الاعتداءات الغير مبرّرة.

و بما أننا في دولة قانون فإنّي اغتنم كذلك فرصة لفت انتباه السلطات التونسية التالية
Présidence Tunisie رئاسة الجمهورية التونسية Premier Ministère -Tunisie - الجمهورية التونسية ـ الوزارة الأولى Ministère des affaires culturelles -Tunisie وزارة الشؤون الثقافية - تونس
طالبة موقفا رسميّا من تصرّف هذه العاملة تحت إشراف الدّولة و التي أشارت بنفسها إلى آنّها تتحدّث بصفتها موظّفة عموميّة".

 crédit photo: Caroline Lessire